ما الذي يجعل البوليس يقتل البوليس ؟؟؟
وما الذي حدث حتى أصبحت صفحات اليوميات والجرائد المغربية لا تخلو من خبر إطلاق رجال الأمن النار على أنفسهم أو على زملائهم ؟؟؟
ما وقع اليوم في مشروع بلقصيري بسيدي قاسم من إطلاق شرطي النار من مسدسه المهني ، على زملائه بمركز الشرطة التابع للمدينة يطرح مجموعة من علامات الاستفهام حول الدوافع والأسباب التي تجعل من حماة الأمن الموقع الأول على جرائم بشعة وانتحارات مؤلمة .
ما وقع اليوم في مشروع بلقصيري يؤكد أن المسؤولين عن الأمن بهذا البلد حين روجوا لفكرة الاستعانة بخبراء نفسانيين من اجل معرفة اسباب الانتحار في صفوف رجال الامن , والوقوف على مسببات العنف ضد بعضهم البعض ، كانوا فقط ينهجون سياسة ذر الرماد في العيون ، لأن تكرار الانتحار في صفوف رجال الأمن وتواتر الأنباء عن قتل البوليس للبوليس يعني أن هذه القضية تتجاوز ما هو نفسي إلى ما هو اقتصادي واجتماعي وأخلاقي وغير ذلك .
نعم ، حين نتكلم عن دفع أمور لا أخلاقية رجال الشرطة إلى الانتحار ، وحين ندعي بأن " الفساد " واحد من جملة الأسباب التي تدفع بعض رجال الشرطة إلى إطلاق النار على أنفسهم أو على بعضهم البعض ، فلا نفتري أبدا ولا ندعي فندا ولا نستبق تحقيقا ، بل هي الحقيقة التي تزكيها حقائق التحقيقات التي تفتح عقب كل حالة انتحار وتعنيف في صفوف الشرطة .
ومرة أخرى نكرر أنه حين يرى حبل الود قائما بين بعض المحسوبين على ” الأمن ” وبين تجار المخدرات والعتاة من المجرمين ، وحين يسمع عن رجال أمن ألقي عليهم القبض لتزعمهم عصبات إجرامية أو إقدامهم على ارتكاب سرقات أو جنايات ، وحين تحمل إلينا الأخبار في كل موسم أنباء عن تفكيك خلايا ” مخدراتية ” تضم بين جنباتها موظفين في صفوف الشرطة والحرس والجيش ، فلا يمكننا إلا الجزم بأن هذه الأجهزة التي عهد إليها القانون حماية أرواح وممتلكات المواطنين باتت مخترقة من قبل لوبيات و ” مافيات ” تسعى لخلق وطن يعود بنا إلى عهود ” الفتوات ” التي يرى الرصاص فيها متطايرا يزهق أرواحا ويكشف ما لا يمكن التستر عليه .
حين يقتل البوليس البوليس
وحين ينتحر البوليس
وحين يتشاجر البوليسي مع نظيره
وحين يمسي البوليسي رمزا للفساد
يصبح البحث عن سبل جديدة وناجعة للحد من هذه الآفات والمصائب ضرورة ملحة لا يمكن السكوت أو غض الطرف عنها .
فاللهم اجعل البوليس الذي نترجى بركاته ، غير مفجع لنا بمشكلاته وأزماته ، واللهم لا تجعلنا نردد بكل أسى وأسف :
البوليس اللي مدخل كل واحد سوق راسو
قتل بعضياتو بقرطاسو
وخسر للشعب نعاسو
0 التعليقات:
إرسال تعليق