انظم الينا على :

Home » , » هكذا تُهرَّب منتجات التجميل المُزوَّرة إلى الأسواق المغربية

هكذا تُهرَّب منتجات التجميل المُزوَّرة إلى الأسواق المغربية

كتبت بواسطة ismailالاثنين، 11 فبراير 2013 | 10:16:00 م



إلكترونيات، ملابس، مواد تجميل.. وغيرها كلها منتجات تم تقليدها ووجدت السبيل للوصول إلى أنشط الميتروبولات في العالم. تجار راكموا من هذا النوع من الأنشطة الاقتصادية ثروات لابأس بها.. تحالفات تحاك في الخفاء بين ملاك رأسمال قاسمهم المشترك الرغبة في جمع المال بأسرع الطرق، حتى وإن كان ذلك على حساب أناس يتقاسمون معهم هواء وماء وتراب الوطن ذاته.
في هذا "التحقيق" حاولنا النفاذ إلى عوالم هذا النوع من التجارة المحظورة بمنطوق القانون، حيث انتقلنا إلى مدينة الدار البيضاء قلب الاقتصاد المغربي النابض، والتقينا تجارا سابقين في مجال بيع منتوجات التجميل المقلدة والمهربة، وزرنا محلات تباع فيها هاته المواد..إلى أن وصلنا أخيرا إلى "المنتوجات الصفراء" نسبة إلى موطنها الأم.. فردوس كل تاجر مفلس حالم بثروة صغيرة في "رمشة" أشهر.
من أين تأتي إذن مواد التجميل المقلدة؟ كيف تمر إلى التراب المغربي؟ وكيف حول هذا النوع من التجارة تجارا كانوا إلى أمد قريب صغارا، إلى أثرياء في ظرفية وجيزة؟ وما هو تأثير مواد التجميل المهربة على الصحة؟ وما هو تأثيرها على الاقتصاد الوطني؟

الدار البيضاء.. قلعة مواد التجميل المقلدة
الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، يوم عادي كسائر أيام مدينة الدار البيضاء الحبلى بضجيج المارة وصخب أبواق السيارات. المكان : وسط العاصمة الاقتصادية، وبالضبط في تقاطع شارع "رحال المسكيني" وساحة النصر، هذه كانت محطتنا الأولى. من هنا ستبدأ رحلة البحث عن مواد التجميل المزورة إلى أن نجد ضالتنا في أحد أعتق الأزقة في المدينة.
حسن، شاب عشريني ينحدر من جنوب المغرب، يشتغل في تجارة مواد التجميل منذ سنوات قليلة، وجهنا له أسئلتنا التي رحب بها بكل أريحية قائلا: "أنا مستعد نجاوبكم على داكشي لي كنعرف ولكني مكنخدمش "فالدوزيام" (أي المواد المقلدة) قبل أن يأمر أحد المستخدمين في المتجر "باش يشوف مع السيدة"، حتى ألفنا هذه اللازمة مع دخول كل زبونة جديدة، فحيازة هكذا مواد تهمة يحاول كل تجار مواد التجميل ازاحتها عن ذممهم !
"الشينوا هي لي مسيطرة على هاد المجال، الشينوا سيطرات على العالم كلو ماشي غير حنايا" هكذا ابتدأ حسن حديثه ومقلتاه منطلقتان تتفحصان جنبات المتجر.
يقول حسن بأن تجار المواد المهربة يسافرون للصين من أجل اقتناء سلعتهم، فالصين "ولات بحال إلى غادي لأكادير، ماشي شي بلاصة صعيبة..". سألناه حول مداخيل مواد التجميل المقلدة مقارنة بالأصلية، فأكد على أن مداخيل السلع المقلدة تفوق مداخيل غيرها من السلع، مضيفا أن هناك من الزبائن من يبحث عن المواد المزورة نظرا للقدرة الشرائية المحدودة.
وعندما سألناه عن مدى معرفة تجار المواد المقلدة بخطورتها على الصحة، أخبرنا التاجر بأن "الكل يشتغل بمنطق الربح والخسارة" قبل أن يضحك ملء شدقيه.. أما بخصوص المراقبة، أخبرنا البائع بأن اللجان تزور المحلات في المناسبات، وأحيانا يزورهم بعض أعضاء لجان المراقبة خفية كأنهم زبائن عاديون.
يضم متجر حسن الكائن قرب "ساحة النصر" كميات هائلة من مواد تجميلية مختلفة، عدسات لاصقة، مساحيق، وعطور.. وكلها مواد غصت بها جنبات المتجر الضيق شيئا ما، مع فارق جوهري يتمثل في أن حسن يتاجر في المواد الأصلية، بينما نحن نبحث عن المقلد أو "الدوزيام" بمعجم أهل المجال، الشيء الذي جعلنا نغير الوجهة، مغيرين معها الأسلوب، مستعملين حيلة التنكر مع من تلاه من الباعة.
ما مصدر مواد التجميل المزورة، وكيف تدخل المغرب؟
بعد أن فرغنا من البائع الأول، التقينا هذه المرة "دليلنا" في هذا التحقيق، هشام الشاب الثلاثيني صاحب البشرة البيضاء، يعتمر قبعة رياضية، قامته متوسطة وحركته رشيقة تحيل على دينامكيته، حيث سبق أن رتبنا معه موعدا قبل وصولنا للعاصمة الاقتصادية.
اشتغل هشام في المواد التجميلية المهربة لسنوات قبل أن يترك المجال للمتاجرة في المواد الرياضية: "لم أكن أعرف خبايا هذا المجال، إلا بعد دخولي من بابه الواسع.."، هكذا يخبرنا والابتسامة لا تفارق محياه. يقول هشام متقاطعا مع المتحدث السابق، إن الصين هي رائدة مجال تقليد منتجات التجميل، أما المواد الأصلية فتتصدر مجالها دول كألمانيا وفرنسا..
وبخصوص نوعية المواد التي يتم تقليدها، فتتعدد لتشمل "الشامبوان"، "أحمر الشفاه"، "لي كلوص"، "ليكرون"، "العدسات اللاصقة" وغيرها. يقول هشام بأن أي تاجر بإمكانه الذهاب إلى الصين لجلب السلع المزورة، لكن "خاصو شي ضلعة صحيحة في الديوانة".
"إيوو" مدينة تقع جنوب شرق الصين في محافظة "جي جيانغ" التي عاصمتها "هانزو"، من أهم المدن التجارية في الصين، تضم أكبر أسواق الجملة في العالم وهي المدينة الثانية المفضّلة لدى التجار العرب بعد "غوانزو" حيث يقطن فيها ما يقارب 8000 عربي.. أما "غوانزو" فهي مدينة تقع جنوب الصين، تعتبر من أهم الوجهات التجارية والسياحية في البلد، ويسميها البعض مدينة الجملة حيث تباع فيها تقريبا جميع البضائع الصينية. هاتان المدينتان ـ حسب إفادة هشام ـ بمثابة نواة مواد التجميل المقلدة بالعالم، هناك يجتمع التجار المغاربة الكبار على كنوزهم الثمينة، قبل أن يجلبوها إلى المغرب ويوزعوها على باعة الجملة وباعة التقسيط على حد السواء.


لو عجبك الخبر لا تنسنا بـ لايك :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

Disqus for TH3 PROFESSIONAL SECURITY

التسميات



 


Proudly powered by Blogger